0

السعودية تعترف بصحة وثائق «ويكيليكس».. وساسة متورطون يعدونها «مزورة»!
 
 

  المستقبل العراقي/ نهاد فالح

تعتزم بغداد مفاتحة الرياض, بشأن مدى دقة ما نشرته وثائق ويكيليكس بتخابر جهات وشخصيات عراقية معها, وفيما سارع «المتهمون» للتكذيب, كشف برلمانيون عن اعتراف سعودي رسمي بصحة تلك الوثائق.
وبحسب مصدر مقرب من الحكومة, فان «الحكومة ستتابع وستدرس وتحلل تلك الوثائق», مرجحاً في الوقت ذاته, بان تكون  هنالك مشاورات مع السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة», مؤكدا أهمية وحساسية هذه القضية كونها تمس سيادة البلدين لاسيما وان بغداد حريصة على الابتعاد عن كل ما يوتر العلاقة. وأشار المصدر الى ان «اللجنة الحكومية المشكلة بهذا الخصوص ستدرس هذه الوثائق ومعرفة مدى صحتها ودقتها وتأثيرها على البلد والسياسة الخارجية وستقدم نتائجها الى مجلس الوزراء»، مؤكدا انه «لا يمكن الان اتخاذ موقف عراقي من العلاقة مع السعودية ويجب البحث عن علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل».
وناقش مجلس الوزراء موضوع وثائق ويكيليكس التي نشرت مؤخراً وتم التوجيه بتشكيل لجنة من وزارة الخارجية والأمن الوطني والامانة العامة لمجلس الوزراء لدراسة الوثائق وتقديم تقرير للمجلس لاتخاذ القرار المناسب. وسبق لوزير الخارجية ابراهيم الجعفري ان وعد بان  الدبلوماسية العراقية ستتعامل بكل جدية مع الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس بشان علاقة بعض الساسة العراقيين بالسعودية. ونشر موقع ويكيليكس أكثر من 60 ألف وثيقة قال إنها عبارة عن رسائل بالبريد الالكتروني بين دبلوماسيين وتقارير من هيئات حكومية أخرى تتضمن مناقشات حول موقف السعودية من القضايا الاقليمية وجهود للتأثير على وسائل الإعلام من بينها ان الامير نايف بن عبد العزيز كان يسعى للتواصل المبكر في العراق مع «اطراف سُنية». واثار ما نشره ويكيليكس عن تخابر اطراف وشخصيات عراقية مع دول اجنبية موجة انتقادات في الأوساط السياسية والشعبية العراقية ودعت الى محاسبة هؤلاء. وفي هذا الصدد, كذب نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي, احد ابرز المتهمين بـ»التخابر» الذين ورد اسمهم في الوثائق, الوثيقة التي تحدثت عن تلقيه أمولا طائلة من السعودية.   
وقال المكتب الإعلامي للنجيفي في بيان, تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن كل ما نشر او تم تداوله هو من صنع مخيلة مريضة همها تشويه الصورة النجيفي .
وأضاف البيان أن أبرز ما تم تداوله هو ما يدعى وثيقة تبين ان السعودية أودعت مبلغ ٥٧٥ مليون دولار في حساب خاص باسم النجيفي، والأمر في تقديرنا لا يعدو عن كونه نكتة سمجة روج لها الكثيرون قبل أكثر من سنتين بل إن بعض المواقع أعادت نشرها قبل ظهور وثائق ويكيليكس بمدة طويلة». أما نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي,الذي ورد اسمه في فضيحة ويكليكس, نفى هو الأخر, أن يكون رجل السعودية في العراق. وقال علاوي في تصريح صحفي «أنا لست رجل السعودية، بل أنا صديق وأعتبر السعودية دولة عربية مهمة واساسية ومحورية في المنطقة». بالمقابل, قالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف إن وزارة الخارجية السعودية اعترفت بصحة وثائق ويكيليكس وأعلنت انها تعرضت مؤخراً لهجمة الكترونية تسببت في سرقة وتسرب تلك الوثائق، وفوق كل ذلك دعت مواطنيها دون أي خجل الى عدم المشاركة في تداول أو إعادة نشر أية وثيقة منها لغرض لملمة الفضيحة».
وأضافت نصيف انه «بقدر ما يتعلق الأمر بالعراق فقد فضحت تلك الوثائق خيانة وعمالة وتآمر ساسة عراقيين وقادة بارزين وتخابرهم مع جهات خارجية معادية للعراق بهدف تقويض أمن الدولة والمساس بسيادتها وتهديد سلامة شعبها».
وتابعت أن «رئيس البرلمان سليم الجبوري  أقسم لدى توليه منصبه رئيساً للسلطة التشريعية التي تمثل سلطة الشعب بأن يكون حريصاً على وحدة العراق وأمنه وسيادته»، مطالبةً اياه بـ»الالتزام بقسمه وتحمل مسؤوليته في فتح تحقيق في وثائق ويكيليكس لتمكين السلطة القضائية من محاكمة المتهمين بالتآمر على أمن العراق وسيادته».

إرسال تعليق

 
Top