ام قصي تروي لـ"الغد برس" قصة حمايتها لـ25 طالبا من سبايكر
الغد برس/ بغداد: امرأة حفرت اسمها في تاريخ العراق نتيجة موقف ابدته تعبيرا لعراقيتها الاصيلة، فخاطرت بنفسها واسرتها في منطقة العلم بمحافظة صلاح الدين كانت قاب قوسين او ادنى من داعش، ام قصي التي ذاع صيتها مؤخرا بعد حمايتها لـ25 طالبا من طلبة سبايكر في تكريت في بيتها بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية على مدينة تكريت، تروي لـ"الغد برس"، قصة حماية الطلبة وسط خطر العصابات الارهابية.
وتقول ام قصي لـ"الغد برس"، "عندما سمعت من اوساط الناس ان تنظيم داعش بدأ في اعدام طلبة قاعدة سبايكر و ان هناك طلابا اخرون هربوا من قبضة الارهابيين الدواعش في تكريت، وخلال تجوالي في ناحية العلم تصادفت بـ25 شابا يطلبون النجدة والحماية من ملاحقة الارهابيين لهم، فقمت باحتضانهم في منزلي طوال 15 يوما لحمايتهم من شر الارهابيين، ولحتى اجد طريقة لتامين عودتهم الى منازلهم واهلهم في الجنوب سالمين".
وتضيف "لم اسأل الطلاب عن طائفتهم مطلقا، فهم عراقيون مثلنا وهذا يكفي، والحقيقة ان طلبة سبايكر عرفوا عن انفسهم والمحافظات التي ينتمون اليها، وعلى الرغم من ذلك لم تكن الطائفة او الدين او المحافظة عائقا امام احتضاني لهؤلاء الشباب وحمايتهم من خطر داعش".
وتوضح ام قصي ان "منطقة العلم والحمد لله في ذلك الوقت كانت بيد العشائر والمتطوعين من ابناء عشائر الجبور، لذلك كان الطلاب في مأمن من داعش وجميع اهالي العالم بمن فيهم اولادي السبعة يقاتلون داعش على السواتر والطلبة في المنزل يترقبون موعد رحيلهم الى ديارهم ويتسألون عن مصير زملاؤهم، اما عن خوفي على الطلبة فخفت عليهم من جواسيس داعش في العلم وكنت اراقب الطريق على مدار اليوم، حتى اتت اللحظة المناسبة وعاد الطلبة الى ديارهم".
وتشير ام قصي الى ان "الاتصال كان متواصلا بالطلبة منذ خروجهم من بيتي وحتى وصولهم الى منازلهم في محافظاتهم الجنوبية"، مبينة ان "بعد رحيل الطلبة بدأت خطوط دفاع العلم في الانهيار نتيجة قلة الاسلحة وبعد اياما قليلة استشهد احد ابنائي خلال المعارك مع الارهابيين ودخل الدواعش الى العلم، فقمت بتهريب اولادي الى سامراء و منعوني الدواعش من الخروج من ناحية العلم، فقلت لهم اني سأذهب الى بغداد لتكملة معاملة زوجي التقاعدية حتى نعيش وخرجت من العلم والتحقت بابنائي في سامراء".
وتتابع المرأة العراقية "عندما وصلت الى سامراء فرحت برؤية اولادي سالمين، لكن بذات الوقت انبتهم عندما رأيت ابناء الجنوب يقاتلون عن مدننا وهم يذهبون بحثا عن المساعدات، فكانت تلك اللحظة مصيرية بعد ان التحق ابنائي في صفوف المتطوعين لقتال داعش، فخاضوا معارك ضد الارهابيين في بيجي وشاركوا في تحرير ناحية العلم من سيطرة الدواعش الارهابيين".
وتبين ان "عودتي الى منزلي في ناحية العلم كانت مباشرة بعد تطهيرها من الارهابين، ففرحت كثيرا عند عودتي الى المنزل وقمت بتنظيفه وترتيبه من اثار المعارك والعمليات العسكرية، فكان شعورا لا يوصف حينما نمت الليلة الاولى في منزلي بعد فراق اعتبره طويل".
وعن مدى تواصلها مع طلبة سبايكر الذين اوتهم في منزلها، قالت ام قصي ان "اتصالي بالطلبة لم ينقطع طوال الفترة الماضية، لذلك عندما عدت الى منزلي اتصلت بهم، وزاروني وفطروا معي في احد ايام رمضان، وبعدها تم تداول صورة الفطور حتى وصلت الى كل الناس ومنهم المسؤولين".
وعند سؤالها ما اذا كانت ستحظى بتكريم من قبل احد المسؤولين لاحتضانها الطلبة، اكدت ام الاولاد السبعة "لم اكن ابحث عن شهرة او تكريم من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي او غيره عندما احتضنت طلبة سبايكر، بل كان كل همي ان احميهم واحرص على عودتهم الى مدنهم، اما الشهرة والتكريم الحقيقي الذي احبه هو حب الناس لي والسير على طريقي في حماية المدافعين عن ارض الوطن".وختمت ام قصي حديثها بامنية ان "ارى في جميع المناطق العراقية محررة من دنس ارهابيي تنظيم داعش و ان يعود الامن والسلام الى ربوع عراقنا الحبيب".

إرسال تعليق