مصطفى الصبيحاوي :المقاتل الذي قتلته رصاصة الاحتفالات قبل ان يموت شنقا في الفلوجة
البصرة / خاص / احمد رياض العراقي
مصطفى ناصر هاني الصبيحاوي" البطل الذي كتب بنظراته
وعلى معالم وجهه المترب رسالة فحواها إن الرصاص وحده لا يقتل أنسانا بل أفعال البعض
تقتل شعبا بأكمله إشارة إلى أصحاب المواقف النتنة من أهالي المنطقة وما رافقها من أجواء
الفرح والسعادة وهم يطوفون به بمدينة المآذن !!
مصطفى شاب من مواليد 1986 يسكن مدينة الصدر لبى نداء الوطن
بعد الفتوى المقدسة وانضم لفصائل الحشد الشعبي وبقى تحت لواءه قرابة ال ستة أشهر لينضم
مؤخرا إلى فوج مغاوير عمليات بغداد
وبعد فترة من الجهاد والدفاع عن العراق وفي صبيحة يوم الخميس
المصادف ال14 من مايو أتى اتصال مفعم بمشاعر
تسيطر عليه صور الفراق وطلب طريق المساعدة المعدوم
يقول اخ الشهيد مصطفى الصبيحاوي :
اتصل بي رائد وقال لي إني محاصر في منطقة الكرمة وانا جريح
وعظم رجلي مهشم ولا اقدر على التحرك وقد تركني أصدقائي وحيدا والآن اقطن بين أروقة
بيت مهجور فارجوا منك الاتصال بآمر الفوج ,
فقلت له سوف أكون بقربك حالا وذهبت الى هناك والتقيت با آمر
الفوج
وأخبرته بان هناك جندي جريح ومحاصر فا أجابني سنصله قريبا
لكن الوقت والظروف الحرجة وعدم المبالاة حالت دون ذلك فاتصلت بقائد عمليات بغداد وتفاجئت
بان الموقف الذي وصل إليه من آمر الفوج يختلف تماما عن معطيات الواقع وان أخي مصطفى"
أصبح مفقودا وفق سجل الموقف رغم انه يتصل بنا ويستنجد لمساعدته !!
وفي هذه الأثناء وصلت لأحدث وزير الدفاع خالد العبيدي عن
ما جرى ووعدني وقال خلال ساعتين أو ثلاث بأنه سيحرر أخي المحتجز ,
لكن ما يثير الدهشة والاستغراب ذلك الكلام الذي سمعه عن عدم
أهمية حجز مصطفى وذلك با إشارتهم إلى إن هناك أربعين جنديا لقوا حتفهم او أكثر دون
أن يتحرك أحدا وان امر الفوج قال لي احتاج الى 300 مقاتل من الحشد لتحرير اخيك
فالأفضل ترك الجريح
لتلتهمه الوحوش !!
لكن حاولت الاتصال بمصطفى حيث قال لي ان الجرح عميق وأنا
عطش وجائع ولا اقوي على الحركة واسمع حركة شخصين قد يكونون من تنظيم داعش او من عناصر
العشائر التي تناصرهم فقلت له أملى بندقيتك بالعتاد وقاوم وأنت مؤمن ( كول يالله
) وان شاء الله سنصلك في الوقت المناسب وإذا
حل الظلام حاول أن تتحرك وتترك البيت وسننتظرك قرب المبزل
وكنت حينها اقلل من الاتصالات عليه حتى لا تنتهي بطارية هاتفه
وطلبت منه أن لا يجيب على أي مكالمة
دخلت الشرطة الوطنية بااحد عجلاتها لكن عبوة مزروعه حالت
دون وصول الضابط ومرافقية والذين جرحوا اثناء انفجارها
وفي تمام الساعة العاشرة من مساء الجمعة سمعنا نداء من داعش
عبر أجهزتهم المخترقة ان هناك متسللين في البيت الذي اتخذه مصطفى ملاذا أمنا مطالبين
دعمهم بالعناصر والسلاح للقضاء على الموجودين في المنزل
وسمعنا اطلاق نار كثيف لنسمع الضجة التي كان مصدرها إرهابيو
داعش والذين يروم البعض منهم قتله في الحال والبعض طلب التريث بذبحه لينتهي الجزء الأول
من المسرحية والذي كان عنوانه الخيانة وعدم
المبالاة
وإنا في هذه الحالة حاولت ان اقنع نفسي بان الشي الذي حدث بعيد كل البعد عن اخي وبقيت في
المنطقة مرابطا مع العناصر الصامتة
وبعد اسبوع من الألم اتصل صديق لي وقال بأنه شاهد مصطفى مشنوقا
على جسر في الفلوجه وان المحتفلين من عامة الناس !! فقلت له انا لان موجود في الكرمة
من اين تعلم ذلك
فرد بان صورة انتشرت على مواقع الانترنت تحت عنوان
القاء القبض على جندي صفوي .....
( اخذ الصمت سيد الموقف في هذه اللحظة لاسمع بكائه ونحيب
الذي يجلس بقربه )
فقلت له اخ رائد نحن اخوتك ومصطفى ذهب شهيدا ليرفع اسم العراق
ليجيبني ان الشي الذي ادمى قلوبنا هو ذلك الرجل الذي يرتدي
الزي العربي يلوح بيده لكن مصطفى ينظر له بنظرة الاستحقار والكبرياء رغم هشاشة الموقف
الذي اصبح اليوم ناقوس خطر على الداعمين للمشروع الطائفي ومن احب عمل قوما خسر معهم
وان هؤلاء هم من احتطن داعش ليقتلوا المدافعين عن شرفهم من ابطال العراق ,
ف مصطفى تركنا ليرحل لكنه دخل في كل بيت عراقي ...

إرسال تعليق